السبت، 1 نوفمبر 2008

العقل بصيرة الأطفال








1-الخيال
يلعب الخيال دوراً منشطاً للعمليات العقلية عن الأطفال فالانتقال من الكلمة إلى الصورة يخلق واقعاً تفاعلياً في عالم العقل ولتوسيع هذه العلاقة التفاعلية علينا استخدام كلمات ذات مضمون تصويري مرغوب فالقصة عندما تمثل أشكال مرتبطة بالواقع ومعروفة ون قبل الأطفال سرعان ما يعيدون تصويرها في عقولهم وغالباً ما يدخلون أنفسهم في بنائها فالحديقة وما تحتويه من أشجار وأزهار وحيوان وحشرات وغيرها يمكن من خلالها تصوير قصة ترتبط بواقع الحديقة فإن الأطفال غالباً ما يعيشون في خيالهم مع صور المخلوقات وهم في حوار معها لفهم طريقة العلاقة القائمة بين عناصرها المختلفة وغالباً ما يطلب الأطفال بعض الورود لترافقهم للذهاب إلى المربية أو المعلمة لتعبر لها عن مدى حبهم لهما أو يطلبون من الثعلب عدم إزعاج الأرانب لأن الحب في داخلهم ينطبق على جميع الكائنات فالتتابع الدائم لربط الكلمة بالصورة والصورة بالكلمة يقوي طاقة الإبداع المستقبلية في عقلية الأطفال وبالتالي فإنهم يوجهون هذه الطاقة نحو الإبداع والتفوق.
-التجريد
معرفة الطريقة التي يتم فيها نقل المدركات إلى رموز لتوسيع دائرة التعامل مع المحيط وجعل العقل أكثر قابلية على الاكتناز وجمع المعلومات وربطها وإخراجها بشكل أسرع وأوضح, فعندما يربط الأطفال أصابع اليد بالرقم خمسة وينمو هذا التصور ليشمل كل مادة ترتبط بالرقم خمسة كمس دفاتر أو خمس غرف أو خمس نجوم ...إلخ يصبح الرقم خمسة مجرد بدل عن ما يماثله في نظام الوجود , ولأكبر والأصغر تعالج الفروق بين المستويات العددية ,فالتجريد يرفع طاقة العقل نحو الاتساع ويساعد على بناء نظام معرفي جديد أساسه الخلق والإبداع. فالتجريد يوجه العقل وينظم مكوناته ,يربط الأفكار بالمعلومات لإخراج بنية معرفية جديدة ذات مدلول إبداعي ويوسع عملية المعرفة بما يتفق مع المتغيرات الجارية في بنية المجتمع المتحول. ومهما يكن فإن المعرفة جارية مع كل وجود اجتماعي متغير غايتها ربط الإنسان بنظام العقل المنفرد عن بقية الكائنات الأخرى.

3– الحلم
الحلم نوعان واعي ولاشعوري يرتبطان مع بنية عقلية متقابلة متصلة بالحياة اليومية ومكوناتها الحياتية لذلك فالحلم تحقيق الرغبة المنبثقة من فاعلية الذات الفردية القادرة على إحراز التكيف مع أصعب الظروف.
فالحلم الواعي لوحة عقلية إرادية ترسم في الذهن وتبين رغبة الفرد في إحراز خيارات ذات فاعلية اجتماعية تكوّن نفسها بناءً على مخزونها الثقافي والأخلاقي. من هنا يمكن تشجيع الأطفال على بناء لوحاتهم الفكرية بما يتفق مرغباتهم وطموحاتهم المستقبلية. فعندما ترتبط لوحة طفل بأي نوع من النشاط البشري يمكن مساعدتهم لتوضيح بعض الجوانب في ملامحها الفكرية والاجتماعية, فعندما يحلم طفل بأن يكون طبيباً مثلاً علينا توضيح بعض الصور الملازمة لمهنة الطب كاحترام المريض والتعامل معه بإنسانية ولطف أو توضيح بعض الأهداف في طبيعة المهنة كالمثابرة على تحقيق كشف العلاج لمرض محلي مستعصي وتوجيه العقل نحو غاياته الإنسانية , عندها نكون قد ساعدنا الطفل على توضيح الجوانب الناقصة في أحلامه المستقبلية. وعندما يكون الحلم لاشعورياً يجب حثه على فهم ما يخرج عن عقله اللاشعوري بشكل واعي ومحبوب من اجل تطوير الطاقات الذاتية لتوجيه الأحلام اللاشعورية باتجاه راحة النفس وتعميق محتواها المعرفي فالحلم مرتبط بطبيعة الحياة أو كشف مبطن عن حالة إبداعية جديدة معششة ضمن أغصان المعارف اللاشعورية تنبثق بصورة متباينة ومضللة أحياناً لحالة الوعي , وعندما نعلم الأطفال كيفية تذكر أحلامهم وقراءتها بشكل علمي لصالح حياتهم نكون قد عززنا طاقة تفجير اللاشعور في الكشف عن اختراقات جديدة في نظام الإبداع الإنساني.
(( العصا السحرية المجربة ........ عقل الطفل ))
خوسي اوتيفا إي جاسيت (( فيلسوف وعالم اجتماع وطبيعة اسباني عاش بين ( 1883 –1955 )



ليست هناك تعليقات: