السبت، 1 نوفمبر 2008

الصحة العقلية طريق المستقبل










العقل نظام الجسد
العقل طاقة مكتنزة بالوعي يدرك ذاته ضمن غايته , يراقب محتوى تواجده ويؤسس لبناء مجده في مجمل ارتباطه بالكون , هو طاقة ذاتنا ومنّا وليس لنا يبقى بفنائنا ويستمر في وجودنا غايته غاية الكون ومصيره مرتبط فيه هو عطاء الوعي والوعي يتغير فيه دائماً مع تغير المعارف وتطورها, وعينا للجسد ارتباط قلنا به ولو لم يكن ذلك لكان جسداً بلا نتاج لا يتقن ترجمة الوعي في عالم مؤسس على طبيعته العقل أعطاه كامل المنجزات وأعقد المعدات وأقوى المعارف والأفكار. عقل يراقب الجسد ويشعر بأدنى التغيرات في بنائه ويعمل لإصلاحه, إن جرحاً بسيطاً يوقظ مجموعة من العمليات الجارية في بناء الجسد لمعالجة وضعه وإعادته إلى سلامته , هذه الآلية الداخلية الرائعة لعلاج النفس والجسد قادرة على تأمين صحة ممتازة والتغلب على جميع الأمراض كأنه نوع من السحر يظهر لنا عجائب الحياة العضوية ( فالزكام والكسور والرضوض والدمامل وغيرها الكثير ينتصر عليها الإنسان بالطاقة الفاعلة للشفاء , وإن تعليم الأطفال قدرة العقل في إيقاظ العوامل المساعدة على الشفاء ينمي ثقتهم بكيانهم الجسدي وقدرة العقل لحفظ الجسد من الأمراض. عندها يمكن أن يقدر كل طفل أهمية جسده وقدرته على تصحيح ذاته عندما يستخدم العقل كطاقة مساعدة على تأمين السلامة الجسدية . وكل مرة يتعرض الطفل لمرض خفيف أو جرح يمكن اغتنام الفرصة لإظهار طاقة البناء في تصحيح الذات , فيزداد الأطفال ثقة بأجسادهم واحتراماً لعقولهم , وهي الطريقة الأجدر لتأمين الانسجام بين عقل الطفل ونشاطه الجسدي فكم هو رائع أن يمتلك أن يمتلك أطفالنا أجساداً قوية لها قدرة شفاء ذاتية مرتبطة بالعقل .
قال : أبو الطب هيبوقراط (( العقل خير شافٍ ))
الماء يوقظ الحياة في النبات فالبذور المطمورة في تربة الأرض تبدأ بالإنتاش عندما يصل إليها الماء فتستثمر الطاقة والعناصر المحلة في الماء والأوكسجين لتركيب ونمو بنائها الحي تتجدد لتكبر وتثمر بفضل وجود الماء والجسد طاقة العقل ينمو ويثمر كلما غذيناه بالوعي المدرك لأهمية الجسد وصحته فالحب شعور مريح يصنع العجائب لأنه يدخل ضمن النشاط الإيجابي للعقل والجسد.


((هيبوقراط ( حوالي 460 – 370 ) ق.م طبيب إغريقي مادي يرتبط اسمه بأخلاق مهنة الطب)) . فالتوعية الملازمة للأطفال حول أهمية التفكير والإحساس والعمل من خلال صحة متزنة ونشيطة وربطها بالغذاء السليم والصحي والتفكير الإيجابي المريح يمكن أن يرفع إمكانات الأطفال نحو إدراك وجودهم الأساسي ويرفع اعتزازهم بأنفسهم بما يمثلون من طاقة خلاقة في بناء مستقبل أمتهم . علينا ان نوضح كل عقبة تواجه الأطفال في حياتهم مستخدمين قوة العقل كنظام قادر على كشف الأبعاد المختلفة لكل معضلة تواجه الأطفال عندها نكون قد عززنا وزرعنا الأمل وكل ماهو مفيد لتوجيه حياتهم نحو الأفضل عندها نرى (( أروع ما في الكون ... رؤية طفل يمشي واثقاً من طريقه في الحياة )) ----كونفوشيوس

كونفوشيوس : حوالي( 551—479 ) ق.م مفكر وفيلسوف صيني مؤسس الديانة الكونفوشوسية له تعاليم في السلوك والأخلاق }

وعي الفضائل العقلية

















الفضائل طاقة رحيمة تولد الوعي المتسع لاستيعاب الحياة بكل مشاكلها ومصاعبها المتراكمة في طريق الوجود الاجتماعي ويمكن سحبها إلى دائرة التعزيز في نفسية الأطفال لوعي مضمونها الهادف لحب العمل في بناء اجتماعي يتوسع ويتسع لكل القوى الخلاقة المشاركة في بنائه وغالباً ما نتواجد بقوة في حياة الأطفال عندما يخطئون أو يسيئون لكبح هذا النوع ون السلوك أو الكلام الصادر عنهم بعقوبة أو بغيرها وعندما نلاحظ أن الأطفال يضجون أو يخربون أو يهملون نتدخل مباشرة امنع مثل هذا السلوك , وإذا كان سلوكنا يتم عن حرص واجب لحمايتهم من الانزلاق في الفوضى واللامبالاة يقتضي بالضرورة أن لا نقف مكتوفي الأيدي أو مجرد مراقبين عندما يصدر عنهم سلوك مواقف إيجابية تنم عن حس بالتفوق والمسؤولية لأفكار يقولونها وأعمال تنم عن فائدة وذكاء علينا التدخل في الحالتين بنفس الدرجة بما يتطابق مع مم أوضاعهم ومواقفهم فعملية الثناء والتقدير أقوى بكثير من عملية الكبح والتقريع لأنها تشجع الأطفال على الفضائل الحميدة في مواقفهم وتزيدهم إصرار على إعطاء المزيد , وتجري حاجاتهم بالاتجاه الأكثر أمان لتقرير مستقبل يمكن الاعتماد عليه للحفاظ على وضعية اجتماعية متقدمة وإنسانية .فالنقد الدائم والسخرية من الأطفال تجعلهم يشكون بطاقاتهم وإمكانياتهم الذاتية ويجنحون نحو الانطوائية والكسل وعدم المشاركة في أي نشاط يمكن أن يغير مجرى حياتهم , علينا دائماً التوجه لإيجاد جوانب من حياتهم تستحق الثناء فنحن من يتحمل عملية البناء وهم يتحملون أساليب ووسائل البناء على أنقاضنا فكل ما نخرجه لهم وكل ما نتركه لهم وكل ما نفكر فيه لهم إنهم وجودنا الباقي نحو قيم التلاقي مع الحضارات والمعارف الإنسانية. لا أطفال عاديون كل طفل يحمل بذور نبوغه في مجال ما علينا مراقبة ما يهتمون به وما يريدون أن يتوجه ‘ليه , لمعرفة الكيفية اللازمة لإقرار النمطية الإبداعية الملازمة لعقلية الطفل وميوله الخاصة وطبيعة اهتماماته الذاتية بنوعية أي نشاط مرافق للنواحي الإنسانية . فكل ما هو منّا لنا العلوم لنا والفنون لنا والصناعات لنا وكل نشاط عايش استمرارنا البشري هو من جهدنا ووعينا وعلينا أن نراكم فوقه بما يطابق وجوده ويطوره ويتفق مع حقيقتنا الإنسانية .

العقل بصيرة الأطفال








1-الخيال
يلعب الخيال دوراً منشطاً للعمليات العقلية عن الأطفال فالانتقال من الكلمة إلى الصورة يخلق واقعاً تفاعلياً في عالم العقل ولتوسيع هذه العلاقة التفاعلية علينا استخدام كلمات ذات مضمون تصويري مرغوب فالقصة عندما تمثل أشكال مرتبطة بالواقع ومعروفة ون قبل الأطفال سرعان ما يعيدون تصويرها في عقولهم وغالباً ما يدخلون أنفسهم في بنائها فالحديقة وما تحتويه من أشجار وأزهار وحيوان وحشرات وغيرها يمكن من خلالها تصوير قصة ترتبط بواقع الحديقة فإن الأطفال غالباً ما يعيشون في خيالهم مع صور المخلوقات وهم في حوار معها لفهم طريقة العلاقة القائمة بين عناصرها المختلفة وغالباً ما يطلب الأطفال بعض الورود لترافقهم للذهاب إلى المربية أو المعلمة لتعبر لها عن مدى حبهم لهما أو يطلبون من الثعلب عدم إزعاج الأرانب لأن الحب في داخلهم ينطبق على جميع الكائنات فالتتابع الدائم لربط الكلمة بالصورة والصورة بالكلمة يقوي طاقة الإبداع المستقبلية في عقلية الأطفال وبالتالي فإنهم يوجهون هذه الطاقة نحو الإبداع والتفوق.
-التجريد
معرفة الطريقة التي يتم فيها نقل المدركات إلى رموز لتوسيع دائرة التعامل مع المحيط وجعل العقل أكثر قابلية على الاكتناز وجمع المعلومات وربطها وإخراجها بشكل أسرع وأوضح, فعندما يربط الأطفال أصابع اليد بالرقم خمسة وينمو هذا التصور ليشمل كل مادة ترتبط بالرقم خمسة كمس دفاتر أو خمس غرف أو خمس نجوم ...إلخ يصبح الرقم خمسة مجرد بدل عن ما يماثله في نظام الوجود , ولأكبر والأصغر تعالج الفروق بين المستويات العددية ,فالتجريد يرفع طاقة العقل نحو الاتساع ويساعد على بناء نظام معرفي جديد أساسه الخلق والإبداع. فالتجريد يوجه العقل وينظم مكوناته ,يربط الأفكار بالمعلومات لإخراج بنية معرفية جديدة ذات مدلول إبداعي ويوسع عملية المعرفة بما يتفق مع المتغيرات الجارية في بنية المجتمع المتحول. ومهما يكن فإن المعرفة جارية مع كل وجود اجتماعي متغير غايتها ربط الإنسان بنظام العقل المنفرد عن بقية الكائنات الأخرى.

3– الحلم
الحلم نوعان واعي ولاشعوري يرتبطان مع بنية عقلية متقابلة متصلة بالحياة اليومية ومكوناتها الحياتية لذلك فالحلم تحقيق الرغبة المنبثقة من فاعلية الذات الفردية القادرة على إحراز التكيف مع أصعب الظروف.
فالحلم الواعي لوحة عقلية إرادية ترسم في الذهن وتبين رغبة الفرد في إحراز خيارات ذات فاعلية اجتماعية تكوّن نفسها بناءً على مخزونها الثقافي والأخلاقي. من هنا يمكن تشجيع الأطفال على بناء لوحاتهم الفكرية بما يتفق مرغباتهم وطموحاتهم المستقبلية. فعندما ترتبط لوحة طفل بأي نوع من النشاط البشري يمكن مساعدتهم لتوضيح بعض الجوانب في ملامحها الفكرية والاجتماعية, فعندما يحلم طفل بأن يكون طبيباً مثلاً علينا توضيح بعض الصور الملازمة لمهنة الطب كاحترام المريض والتعامل معه بإنسانية ولطف أو توضيح بعض الأهداف في طبيعة المهنة كالمثابرة على تحقيق كشف العلاج لمرض محلي مستعصي وتوجيه العقل نحو غاياته الإنسانية , عندها نكون قد ساعدنا الطفل على توضيح الجوانب الناقصة في أحلامه المستقبلية. وعندما يكون الحلم لاشعورياً يجب حثه على فهم ما يخرج عن عقله اللاشعوري بشكل واعي ومحبوب من اجل تطوير الطاقات الذاتية لتوجيه الأحلام اللاشعورية باتجاه راحة النفس وتعميق محتواها المعرفي فالحلم مرتبط بطبيعة الحياة أو كشف مبطن عن حالة إبداعية جديدة معششة ضمن أغصان المعارف اللاشعورية تنبثق بصورة متباينة ومضللة أحياناً لحالة الوعي , وعندما نعلم الأطفال كيفية تذكر أحلامهم وقراءتها بشكل علمي لصالح حياتهم نكون قد عززنا طاقة تفجير اللاشعور في الكشف عن اختراقات جديدة في نظام الإبداع الإنساني.
(( العصا السحرية المجربة ........ عقل الطفل ))
خوسي اوتيفا إي جاسيت (( فيلسوف وعالم اجتماع وطبيعة اسباني عاش بين ( 1883 –1955 )



البداية العقلية والطفولة







بداية عقلية
العقل ناموس الكون الفاعل , المؤثر بذاته والعالم من حولنا , نحقق من خلاله وجودنا بفاعليتنا المستمرة في نظامه المؤسس على نظام الكشف والإبداع , وتأمين البرامج والوسائل الضرورية لتطور جميع المجالات المرتبطة بالحياة الإنسانية.
فالكينونة العقلية هي نظام معرفة باعثة للابتكار والخلق قادرة على تحسين الظروف المحيطة بنا في أصعب الأوقات, ويمكن أن تكون طاقة الوجود في ذاته.
للدخول ضمن مجراها ننطلق من بداية عقلية إنسانية لأنها تلازمنا في جميع الأعمال المدرجة على لائحة وجودنا في النظام الأرضي, وخير ما يمكن البداية ... العلاقة العقلية بين الطفولة والحياة في نظامنا الإنساني.









البداية العقلية والطفولة

تبدأ الوظائف الفيزيولوجية في الإنسان بعد عملية التلقيح مباشرةً وتعمل الخلايا في إعداد نفسها لتكتسب الوظائف المختلفة في بنية الجسد البشري وعندما يكتمل التخصص ويرتبط ضمن بنية عضوية قادرة على متابعة نظام الحياة يخرج الطفل إلى الوجود ولديه الاستعدادات الكافية للنمو والتلقي بالمساعدة المرتبطة بنظام الغرائز المتكونة لسد حاجاته . كائن جديد بكل مكوناته الدالة على وجوده يعطي الحياة نظام التواصل والبقاء .
يتعلم بالتدرج على كل ما يحيط به من عالم محسوس ضمن علاقة تفاعلية متوازنة بين وجوده والعالم , تبدأ رحلة المعرفة والاكتشاف ضمن سياق موظف بكل طاقاته لتأمين التكيف المباشر وغير المباشر مع النظام البيئي والاجتماعي, فالأحاسيس والمشاعر وصيغة الكلام والإشارة وطريقة التفاعل مع العواطف تندرج في إطار كيفية إعداده للمشاركة في الحياة البشرية والاجتماعية بما يتفق مع نوعيتها وطريقة بنائها العقلي .
تبدأ المهام العقلية وما يرتبط بها من سلوك وخبرة ناجمة عن نوعية الحياة الاجتماعية ومخزونها الفكري والروحي, إعداد الطفل بما يواكب الحركة الاجتماعية ويضمن استيعاب كائن قادر على العطاء و والمهمة المندرجة تعطي الأوليات النظرية والعملية لتكوين كائن قادر على استخدام الطاقات العقلية بطريقة رشيدة وهادفة . فالاهتمام بقوة العقل والتقنيات القادرة على إخراج الباعث العقلي في توجيه النشاط الإدراكي والسلوكي للأطفال يوجه المهام المرتبطة به كوجود قادر على الانخراط مع النشاط الإنساني في إطاره الإيجابي الفاعل.فالتقنيات المرتبطة بالعقل يمكن إن تتوجه للطفل لأنه يمتلك القدرة على استيعابها وتوظيفها فيما يخدم طاقة النجاح في داخله.
(( فالأطفال لا يتقبلون تقنيات قوة العقل بسهولة فقط وإنما يستخلصون منها فائدة عظيمة ))
فالتوجه نحو تحسين القدرات العقلية للأطفال تؤدي إلى نتائج باهرة في إطار التربية السليمة , فالمهام القادرة على توجيه الأطفال نحو الاعتماد على الذات في صياغة مواقفهم تجاه المحيط بناءً على المبادرة الحرة يطور الاستدلالات العقلية نحو حياة فاعلة ومتطورة . فالطاقة الفكرية نظام لتوهج المعرفة المنبثقة عن طاقة العقل وفق نظام تسلسلي صاعد يبدأ بالطفولة وينتهي بفقدان الحياة , وكل شيء في نظام الوجود يعبر عن نفسه بطاقة منبثقة من وجوده , يوضح الملامح الأساسية لطريقة اندماجه بالكون, فالمواقف الدالة والخارجة عن طاقة الوجود تؤمن ارتباط الكائن بوحدته الكيفية وكل كينونة حية وغير حية تعبر عن طاقتها بما يتفق مع نظامها الخاص وهي غير قادرة على الوجود خارج نظام التفاعل
(( يمكن تشبيه أفكارنا بشرارات اللهب فهي تمتلك بداخلها جوهر وقوة الشرارة تظهر وتختفي بسرعة البرق ولا تبقى في الذهن أكثر من ثواني معدودة .لهذا السبب يبدو وكأن الفكرة الوحيدة غير المدعومة بشيء أو أدلة لا يمكن أن تمتلك قوة كبيرة , التكرار يجعل أفكارنا تتضاعف ويمنحها قوة أكثر تركيزاً , وتحديداً , وكلما كررنا الفكرة أكثر كلما منحناها قوة أعظم وجعلناها تهتز بداخلنا جاذبة من العالم الخارجي تلك الظروف والفرص المتوافقة مع النماذج البصرية التي صنعناها في عقلنا )) جميع الأفكار المتوهجة بالعقل ناتجة عن الاهتمام والتركيز غايتها خلق ضرورة منتظمة ومنسجمة مع التطور وحاجة ملحة لتغيير بنية الواقع ورفده بمنظومة من العطاء المرتبط بالحاجة الماسة إليه , فالواقع الحضاري بناء مادي أنتجته الأفكار .
((تحد العادات التي نتعلمها من الطفولة مسيرة حياتنا بالكامل ))
أرسطو --1.
فالعادات وطريقة تمثلها في عقلية الطفل تحدد المسار المستقبلي لنظام حياته الخاصة , فالواقع الاجتماعي بكل مكوناته الفكرية والاقتصادية يؤثر بصورة مباشرة في عملية التربية ويحدد المهام المستقبلية أمام تعاطي الطفل مع العالم
ويمكن من خلال توحيد مناهج البناء العقلي والتأثير الإيجابي المنفتح في بناء عقلية الأطفال توجيه الأجيال نحو خلق طاقات بشرية قادرة على إحراز التفوق في جميع مجالات البناء وفتح المحال أمام العقل لتمكين الحياة الاجتماعية من تتويج حضارة متطورة وإنسانية .
فالبساطة والوقت المناسب في اختيار المعارف العقلية القادرة على التأثير في عقلية الأطفال تعطي نتائج باهرة في مجال التربية العقلية والقدرة على تقبلها والاستفادة منها كطاقة قادرة على الانبعاث من جديد.

أرسطو (374 -322 ق.م مفكر وفيلسوف يوناني من تلاميذه أفلاطون )
فالتكرار المحبب بأساليب مختلفة أو طرق متنوعة توحي للطفل بالراحة وطريقة تقبل الأفكار فالقوة العقلية هي تدريب مستمر حول طريقة استخدامها والاستفادة من مكوناتها , لأن الكلام الواضح اللطيف يؤثر في أعماق الطفل ويجعله أكثر احتراماً للمفاهيم والأفكار وعلى المربين الابتعاد عن أفكار القدح والذم والتشهير والتقريع وجميع الألفاظ المؤثرة سلباً في بناء عقلية الطفل.
((يتشكل التمثل الفكري لدى الطفل من الكلمات الأخيرة التي يسمعها وبناءً على ذلك يبني تصرفاته وفقاً لنماذج الكلمات نفسها مثال : عندما تطلبون شيئا كونوا واثقين وسوف تحصلون عليه ))
(( ألعبوا بهدوء --- تعاملوا بمحبة ))
فالتعامل مع الكلمات الطيبة يخلق انشراحاً عند الأطفال يؤدي إلى تزايد قواهم العقلية , فالابتعاد عن الأساليب الساخطة والزاجرة والقمع غير المبرر تؤثر سلباً على عقلية الطفل وتخلق لديه إرباكاً حقيقياً, وعندما نعلم الأطفال أساليب التعامل وقواعد الألعاب علينا التحلي بالحكمة والإنصاف فالأطفال يتأثرون بالطريقة التي نعاملهم بها ونؤسس عليها ثقافتهم المستقبلية فالأبوة ليست وظيفة بيولوجية إنها وظيفة اجتماعية وإنسانية تحددها قدرة استيعابنا الكاملة للتعامل مع جميع المواقع وأنواع السلوك الصادرة عن براءة الطفولة , فالتسهيلات القادرة غلى تقدم معرفي وسلوكي للأطفال هي ملزمة للآباء والمربين لأن الغاية هي بناء إنسان منفتح على الثقافة الكونية . فالآباء والمربون عليهم استبعاد كافة المواقف المؤثرة سلباً في حياتهم وعدم نقلها إلى الأطفال , عليهم مراجعة كافة الأساليب غير المتوافقة مع التغيرات المفاهيمية مع التطور الاجتماعي ونقل التربية بما يؤثر في إحراز فعالية عقلية جديدة لدى الأطفال فهم لا يتحملون المسؤولية عن المواقف السلبية التي تعرض لها آبائهم . علينا أن نظهر لهم بأننا راضون عن حياتنا وإننا قادرون على إحراز النجاح بالرغم من الأساليب المستخدمة في تعليمنا لأننا نستخدم قوة العقل في انجاز مهامنا المطروحة , فالطفل غير معني بالصراعات والنزاعات ولا بالأزمات
ولا بطريقة بناء الدولة والمجتمع إننا ملتزمون تجاهه بتقديم كافة أنواع الدعم حتى يكون قادر على التواصل والنجاح.(( فالأفكار والقناعة المرتبطة بتصرفاتنا اليومية هي ما ننقله لأطفالنا يومياً فنحن الموديل الذي يتفحصونه بدقة من أخمص القدمين وحتى قمة الرأس ))
فالطريقة التي نتعامل بها مع الأزمات والمشاكل والهموم اليومية تؤثر بطريقة مباشرة على ما يتلقونه من معرفة وسلوك فالواقع المعاش مهما كانت طبيعته علينا دائماً بالنشوة والفرح استعداداً للتعايش مع العالم كله وننقل كافة صفات الرجولة إلى أبنائنا . فالتركيز على تحقيق ما هو أفضل في حياتهم يرتبط بجميع مواقفنا تجاههم حتى يتوفر لهم الأسلوب القوي في استخدام طاقاتهم العقلية في تحقيق النجاح وحب المشاركة بالأعمال المرتبطة بحياتنا اليومية والتأكيد على أهمية التعاون بيننا وبينهم .
(( إذا كنا نريد التغيير يجب أن نكون نحن ذلك التغيير الذي نريد أن نراه في عالمنا الخارجي ))
غاندي
نحن مرآة الأطفال الحقيقيّة في هذا العالم تنعكس بشكل مباشر لتصقل عقولهم بما نحتويه من أفكار ومواقف وعلاقات علينا أن نتحمل مسؤولياتنا تجاههم بوجدانية نعطيهم الأمل في بناء مستقبلهم بما ينسجم مع طموحنا لهم فهم ذخيرتنا الباقية في هذا العالم .

غاندي (( مهنداس كاراما نتشاند 1869 --- 1948 زعيم حركة التحرر في الهند ضد الاحتلال الإنكليزي صاحب نهج اللاعنف ف التخلص من الاحتلال بالأساليب السلمية للعصيان ))
في عصر الكشف العظيم للعوالم والأبعاد الكونية اللامتناهية عصر التواصل أمام الشاشات الصغيرة وسرعة نقل المعلومات وتداول المعرفة لاشيء يقف أمام تحقيق الآمال والرغبات علينا زرع الآمال في نفوس الأطفال مهما تكشفت عن أمال غبر مقبولة وغير قابلة للتحقيق علينا ترك حياتهم تجنح نحو اللّامعقول وعدم إرغامهم على تغيير أحلامهم .
لأن ما يظهر اليوم من اكتشافات وتطبيقات تقنية كانت تعتبر ضرباً من المستحيل بالنسبة لأجدادنا ,بالتالي فإن الحياة ليست مجرد نظم لتطبيقات مقولة وإنما هي نظم من الخيال أيضاً فالخيال بشتى أنواعه العلمي والأدبي والفلسفي يمكن أن يؤدي إلى اكتشافات قادرة على إنقاذ العالم من مشاكله الحالية والارتفاع به نحو عالم مختلف في البناء والوجود ,فالقوة العقلية هي رغبة التفكير بالأحلام المستحيلة وتفتح أمام أطفالنا خيارات مستحيلة لم تكن متوقعة , فالحياة هي طاقة خلق العجائب تدخل ضمن دائرة المعقول في العقل البشري .
فلأبناء ينتبهون لسعادة الأسرة ومدى حبها للحياة وطاقة الفرح والتفاهم في داخلها ويهمهم مقدار الأموال عندها ولا طبيعة العمل والوضع الاجتماعي ,فالسعادة هي السمة البارزة في تحفيز الطاقات العقلية للأطفال وتعمل بشكلها الطبيعي .وعلينا تأمين هذه الأجواء لنكون معيناً لهم على الفهم والدراسة.